أخبار الإنترنت
recent

الحالة الخمينية في الوسط الشيعي


بقلم الكاتب أمير داود

هناك تيارات شيعية هدفها صناعة الوعي والعزة والرحمة للعالمين، وفي الجهة الاخرى هناك تيارات شيعية هدفها بث الفتن وزرع الطائفية والمذهبية الإلغائية.

والفرق بين هذا وذاك هو ان الأول انفتح على الكون من منطلق ان مشروع أهل البيت عليهم السلام هو مشروع للعالم كما كان الرسول صلى الله عليه وآله مشروعا للعالم.

واما الثاني فقد اختزل الكون في ذاته ولم يعد يفكر الا في محيطه واكواخه وانصاره.

ولذلك تجد الأول محارب من الاستكبار ومحاصر من الطغاة، والثاني يسرح ويمرح مع المجانين والمهلوسين في مناخ المذهبية والطائفية. 

فمتى نفهم ان هناك حالة تسمى خمينية هي في مستوى الكون والعالم، قد تجاوزت المذاهب وعبرت كل سجون الطوائف والاديان.

وانها اليوم الرقم الصعب الذي يحاور ويتحدى ويصنع وينتج في اغلب الجغرافيات المستضعة والمعدومة من منطلق العزة والكرامة والاستقلال والتشيع الثوري.

ونقول لمن يراهن على اسقاط الحالة الخمينية النووية من العقل والثقافة والواقع انكم واهمون، وانكم تعيشون في الوهم والوهن ولن تستطيعوا ان تقتلعوها فهي تنموا وتتمدد وتنتشر وتسخن في كل بقاع العالم، وهي العاقبة للمستضعفين والمتقين

لنتأمل قليلا في الخمينية التي تجاوزت ايران بعد الانتصارات التي تحققها على كافة المجالات، لنتأمل في كيفية تجاوزها في ظل مدارس كبرى شيعية سبقتها ؟.

حتى لا تمر علينا الحالة التي سبقتها اليوم بخطابات شيعية قد أكل منها البيت الشيعي وشرب قبل ان تنولد.

 لنتأمل فيها لأن الكثير مما سبقها لم يصل للدولة ولا لقيادة الأمة ولا لقيادة جغرافيات تموج بتيارات متنافرة ومتألفه وتحديات متنوعة، بحيث يقودها لبر الأمان على مستوى انتاج عزتها وكرامتها وسعادتها ؟.

الم يخرج ابناء الجنوب من الذل والهزيمة لمرحلة العز والانتصارات وقيادة المحور معها بعد ان تفرج العالم على ذبحهم وسجنهم واحتلالهم؟

الم تخرجهم من الاحتلال لينتصروا على اعتى جيش في الشرق الاوسط ويرغمه بقواعد توازن جديد لا تدعه يتجاوزها بالرغم من التقنية والعتاد التي يقتنيها وكل الدعم العالمي اللامحدود.

الم تحول الفلسطيني لرقم
صعب في معادلة الصراع بعد ان انهمرت عليه الاسلحة والخبرة والفكرة الخمينية واصبحوا اليوم يحسب لهم الف حساب.


فتشوا في التاريخ وخصوصا بعد انتصار الثورة الخمينية، ستجدون ان هناك قفزة نوعية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بعد دخول الفكر الخميني في واقعهم وثقافتهم ومشروعهم، حتى باتوا اليوم يمثلون الارقام الصعبة في عالم شعاره القتل على الهوية والسجن بسبب رأي هنا او موقف هناك.

انها الخمينية التي تفعل سحرها ما أن تدخل في أي ارض وتهضمها الجماهير لتحولها لمشروع.

ترى ارهاصاتها الكونية وطفراتها الاجتماعية وانتصاراتها التي بحجم عالم وكون.

ومتى ما رأيت ان شعب في هذا العالم يعيش في وحل الذل ووهن العنكبوت فاعلم انه لم يشم ريح الخمينية ولم يتذوق طعمها ولم يلمس نفحاتها.
Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.