أخبار الإنترنت
recent

الشهيد الفقيه السيد محمد باقر الصدر ومشروع انتاج الوعي!




*عبدالأمير داود


لا تستطيع كمثقف اسلامي او إنساني او اي كان

إلا ان تتوقف عند مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر المتنوعة على مستوى انتاج الوعي الذي كان مثار سجال فكري في مرحلة تموج بتيارات ومدارس فكرية كبرى

وكانت انذاك تمثل محل وموضع ومحور استطقاب المجتمع  بمختلف تنوعاته

فمن يقرأ الشهيد الصدر كفقيه يجد انه استطاع ان يهز العقل الفقهي التقليدي بدروسه وبحوثه الاصولية وحلقاتها المختلفة
حيث استطاع ان ينتج فن جديد في ساحات علم الأصول بحيث انه  اصبح اليوم يعد من الدروس الأساسية لأي طالب علم يتوق ليكون فقيه مبدع ومنتج ومعاصر وخبير في فهم مقاصد النص الديني وفلسفته واحكامه

ولم يتوقف ابداع الشهيد عند هذا الحد

بل تعداه  لساحات الفقه وعلومه

بل شهدنا تميزات ومؤشرات ابداعه وعبقريته في الفلسفة  وتحدياتها وادوارها

وكيف انه استطاع ان يفكك المدارس الحداثية والماركسية والليبرالية واسسها ومنطلقاتها واهدافها
حتى اصبح كتاب فلسفتنا من الكتب التي تصنع وعيا فلسفيا اسلاميا لا يمكن لأي مدرسة فكرية اليوم ان تصمد امامه بقضل اللغة العلمية المتماسكة والرصينة

والمتسلحة بالدليل والحجة والبرهان والمنطق والعقل

وهل يمكن ان يتوقف ابداعه من اجل صناعة وعي  مقاوم وثوري اساسه الاسلام المتحرر من الفكر التقليدي والمألوف الفقهي والحركي والسياسي 

كلا بالطبع

فهو يعرف ان سيكلفه الكثير وهو يبدع في انتاجهه على مستوى المجتمع والحوزة

فهو واجهه معارضة شرسة بسبب اقتحامه للمسكوت عنه في التاريخ والنظريات الاجتماعية والقرأنية والتاريخية

 وولوجه في ساحات ملغومة بالفكر التقديسي
والعقل المسكون بالنظريات الفردية والتجزئية

ولا يريد ان يغادر ليكون جدير بأن يكون العلاج للاشكاليات الفقهية والفكرية والتي قد تجاوزها الواقع والمعرفة والمجتمع والذوق ؟

اذن هو شخصية ليست عادية وتستحق في ذكرى استشهادها ان نتوقف على كل تراثها وحراكها وسجالاتها وقلقها المعرفي

وان نعرف كيف كان يفكر الشهيد

وهذا يتطلب بالطبع ان نأخذ جولة فكرية وسياسية وفقهية جدية وعلمية

حتى لا نساهم في تشويه قامة وشخصية في حجم الكون والعالم

فهو قبل ان يكون فقيه ومفكر وفيلسوف هو كان انسان قلق 
عاش زمنه وذاب في الاسلام كرسالة كونية وعالمية

ولذلك كانت نظرياته وعلومه وتراثه عالمي

Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.