أخبار الإنترنت
recent

معالم جمرية.. الجنعدة


معالم جمرية

الجنعدة

أتذكرونها بنخلاتها الفارعات الطول الضاربات في عنان السماء ؟ .. اثنتان منها امتدتا احداهما تقصر عن اختها .. في إيحاء انها الاخت الكبرى لهذه العائلة .. منظر له من الجمال الكثير .. وله من الرمزية ما له في وجدان الجمريين .. معالمٌ لم تكن ليد البشر نصيب الا النزر القليل .. فهما شهدتا الكثير من الملاحم و الروايات .. ولو سألهما سائل عن حادثٍ لأجابتا .. ألم تكونا حاضرتين في مقتل الشيخ عبد الله العرب .. بلى كانتا الوحيدتان الباقيتان على هذه الملحمة الحزينة .. سمعتا أنين المثكولين .. ونشيج الفاقدين .. و ولولات النساء .. ومسير النعوش المخضبة بدماء الشهداء .. في عشرينات القرن المنصرم .. وحتى أنين الرصاص في تسعيناته الحزينة .. وهما اللتان ستخبراكم عن جموع المعتصمين .. و ستنُبئِكم عن كلمات الشيخ الجمري في تلك الليلة الشهيرة من ليال 1995م .. وستصوّر لكم مشاهد الاستشهاد العظيم للكواكب الاربعة محمد رضا ومحمد جعفر ومحمد علي ورابعهم علي الصباغ .. ستفتخر بأنها كانت علامة البحّارين .. وبوصلتهم في إنشاء حظور الاسماك .. وهي أول المستقبلين لقدومك وآخر ما يودع ايها الذاهب .. وهي ذات الشقاء والمحن .. حرائق مفتعلة حيناً أضرمت في احشائها والتهمت أطرافها .. أذكر أحدها في بداية الثمانينات .. وألسنة اللهب التي كادت أن تأكل بيت الشيخ الجمري .. لولا وجود الرجال الذين حالوا دون مراد المريدين .. وفي مقدمتهم الملا محمد علي بن جعفر .. وهي المأكولة المذمومة .. الملقى بقعرها النفايات وبقايا المخلفات .. والمأكول رطبها صيفاً .. والمنتفع بظلالها ومنظرها الاخاذ .  تحدّها شمالاً المقبرة وغرباً نخيل الجواديّ ( مزرعة الشيخ الجمري سابقاً وبيت جعفر طالب حالياً ) وجنوبا بيت الشيخ الجمري القريم و شرقاً اشهر مصنع للنسيج وهو دكان الحاج عبد الرضا الذي آل بيتاً لابنه جعفر .. الجنعدة هي مجموعة نخيل في سفح التلّة الكائنة شمال بيت الملا يوسف الملا عطية وهي من جملة أملاك عائلة ال عبد الرسول الجمرية كما هو معلوم .. والمسمى مقتبس من سمك الكنعد الشهير ووجه المقارنة بينهما أن هذه النخلات مغروسة في مكان غائر بالنسبة للقرية التي تقبع على تلة رملية كما أن سمك الكنعد لا يُصاد الا في المياه الغائرة العميقة . ( بقلم .. نور على نور )


Unknown

Unknown

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.