المرحوم الحاج حسن الأسد
الذي سمعته أن الذي لقبه بالأسد هو المرحوم الشيخ محسن العرب حيث أدركه في صباه ويبدو أنه تأثر بشيء من الروحية التي كان يحملها الشيخ ويبثها في المجتمع حتى تجاه الصغار
وأول رؤيتي له رحمه الله كانت في عهد الطفولة حيث كان يجوب القرية بعربة صغيرة يبيع فيها الخضار
في حالة من المثابرة وعدم الخنوع للدعة والراحة أو تكفف أيدي الناس بل كان أبي النفس نبيلا عفيفا لا كمن يأكل حقه وحق غيره نستجير بالله
ومن ثم عايشته كثيرا في المأتم المجالس الحسينية . ولما جالسته رأيت فيه سمات نبيلة عديدة ومن ذلك
تنزُّهُه عن ما يخرجه من حالة الوقار فهو مشغول بالتفكر بعيدا عن الثرثرة والتطفل
ومن تلك السمات الفاضلة إحياءه ذكر الحسين في بيته في مجلس يوم الجمعة في الساعة ٦:٣٠ صباحا
حيث كان الخطيب هو المرحوم الملا جاسم نجم وأذكر أن الملا لما تعب عن القراءة قال الحاج حسن الملا جاسم رجل مؤمن وبركة علينا ولست أتركه . حيث استمر معه الملا في قراءة العادة قرابة ٤٠ سنة وبعده السيد عدنان قرابة ١٠ سنوات
أما في المأتم فهو دائم العَبرة مؤمن بها ومؤمن بفضائل أهل البيت أيما إيمان حيث كان دائم الفكر في كلام الخطيب
زرته أكثر من مرة في آواخر الأيام فلم يعاتبني لقطيعتي أو قلة زيارتي له بل قابلني بكامل الترحاب وبأحاديثه الجميلة عن أيام الفقر والأعمال الشاقة مثلا أو عن أخلاق الماضين وتغير الزمان . وكان منها حثه لي على التواضع والشكر لله وأمور أخرى....
وبعد عمر جاوز التسعين انتقلت هذه الروح الطيبة لجوار الله العزيز في نفس اليوم الذي توفيت فيه الفقيدة الطيبة أم عبدالحسين الحاجة مريم جواد التي كانت معمرة في العمر وفي أخلاقها الطيبة وروحها المهذبة
فإلى روح وريحان وجنة نعيم
ملا حسين العرب
الجمعة ٢٩ ١١ ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق